تعتبر الوساطة في المنازعات التجارية من الوسائل الفعّالة التي تهدف إلى حل النزاعات التجارية بطريقة سلمية وسريعة مما يعزز مبادئ العدالة والمساواة في المملكة العربية السعودية.
ومن خلال مقالنا هذا سنوضح لكم كيفية توثيق اتفاق وساطة تجارية ناجز كما سنشرح عن التسوية الودية عبر SCCA و تفاصيل هامة حول مركز التحكيم التجاري السعودي وساطة.
جدول المحتويات
الوساطة في المنازعات التجارية
الوساطة هي عملية تهدف إلى تسوية النزاع بين الأطراف مثل النزاعات المالية التي قد تتطلب رفع دعوى مطالبة مالية تجارية من خلال تدخل طرف محايد (الوسيط) يساعد الأطراف على الوصول إلى اتفاق يرضي الجميع.حيث تعتبر الوساطة أحد أشكال التسوية البديلة للمنازعات، وتهدف إلى تجنب الإجراءات القانونية التقليدية التي قد تكون طويلة ومعقدة.
فوائد الوساطة التجارية
في ظل تزايد المنازعات التجارية وتعقيداتها، باتت الوساطة أداة فعالة لحل النزاعات خارج أروقة المحاكم. فهي تمنح الأطراف من خلالها فرصة للتفاوض في بيئة سرية ومرنة وإليكم أبرز الفوائد:
- توفير الوقت: الوساطة أسرع من الإجراءات القضائية التقليدية.
- خفض التكاليف: الوساطة تساعد في تقليل التكاليف القانونية.
- الحفاظ على العلاقات التجارية: الوساطة تساهم في حل النزاع دون التأثير السلبي على العلاقة بين الأطراف.
- المرونة: الأطراف يمكنهم الوصول إلى حلول تتناسب مع احتياجاتهم بشكل أكبر من قرارات المحكمة.
توثيق اتفاق الوساطة التجارية عبر “ناجز”
في السعودية، يتطلب النظام توثيق اتفاقات الوساطة لضمان تطبيقها بشكل قانوني. منصة ناجز الإلكترونية تعد الأداة الأساسية لتوثيق الاتفاقات التجارية بين الأطراف المتنازعة. توثيق الاتفاق عبر “ناجز” يضمن أن الاتفاق بين الأطراف يتم بشكل رسمي، ويمنح الوساطة طابعاً قانونياً ملزماً.
خطوات توثيق اتفاق الوساطة عبر “ناجز”
بعد التوصل إلى اتفاق تسوية من خلال الوساطة، يصبح توثيقه خطوة ضرورية لضمان قوته القانونية وتنفيذه عند الحاجة. وفرت وزارة العدل السعودية عبر منصة “ناجز” خدمة إلكترونية مبسطة لتوثيق اتفاقات الوساطة عبر الخطوات التالية:
- التسجيل على المنصة: يجب على الأطراف تسجيل الدخول إلى منصة ناجز الإلكترونية.
- إدخال تفاصيل الاتفاق: يجب إدخال كافة تفاصيل الاتفاق التجاري والتسوية المقترحة بين الأطراف.
- التوقيع الإلكتروني: يتم توقيع الاتفاق إلكترونياً بواسطة جميع الأطراف عبر المنصة.
- توثيق الاتفاق: بعد التوقيع يتم توثيق الاتفاق بشكل رسمي على منصة “ناجز”.
من خلال هذه المنصة، يمكن لجميع الأطراف التأكد من أن الاتفاق بينهما يتم توثيقه بشكل قانوني مما يوفر حماية أكبر لجميع الأطراف.
التسوية الودية عبر “SCCA”
مركز التحكيم التجاري السعودي (SCCA) يقدم خدمات الوساطة والتسوية الودية التي تسهم في حل النزاعات التجارية من خلال توفير بيئة محايدة وآمنة. يعتبر مركز التحكيم السعودي من أبرز المراكز المتخصصة في تسوية النزاعات التجارية عبر الوساطة، وهو يعتمد على وسائط معتمدة يتمتعون بالكفاءة والخبرة في مختلف المجالات التجارية.
مزايا التسوية الودية عبر SCCA
وفّر مركز السعودية للتحكيم التجاري (SCCA) بيئة متكاملة لحل النزاعات التجارية ودياً، عبر إجراءات مؤسسية مدروسة تسهّل الوصول إلى حلول مرضية للطرفين. هذا النموذج يختصر الوقت ويقلّل التكاليف ومن أبرز المزايا نذكر ما يلي:
- الاحترافية: المركز يوفر وسطاء مؤهلين ومتخصصين في القضايا التجارية.
- السرية: جميع تفاصيل الوساطة تظل سرية بين الأطراف.
- التسوية السريعة: المركز يضمن الوصول إلى حل سريع وفعال.
- تكاليف معقولة: مقارنة بالإجراءات القانونية، تكلفة الوساطة عبر “SCCA” تكون أقل بكثير.
من خلال “SCCA”، يمكن للأطراف المتنازعة الحصول على حل سريع ومرن يحفظ حقوقهم دون الحاجة إلى اللجوء إلى المحكمة، ما يعزز الكفاءة ويقلل من تأثير النزاع على الأعمال.
شروط الوساطة التجارية الفعّالة
لضمان نجاح عملية الوساطة في المنازعات التجارية، يجب أن تتوافر عدة شروط أساسية، مثل:
- الطابع الطوعي: يجب أن يتم الدخول في الوساطة بموافقة جميع الأطراف، ويجب أن يكون القرار النهائي للوسيط قائماً على اتفاق الأطراف.
- الحيادية: يجب أن يكون الوسيط محايداً تماماً، وأن لا يكون له أي مصلحة أو انحياز لأي طرف.
- السرية: يجب أن تبقى جميع تفاصيل الوساطة سرية، ولا يمكن استخدامها في أي وقت ضد الأطراف.
- التوثيق القانوني: يجب توثيق الاتفاقات عبر الجهات الرسمية لضمان تنفيذها في حال حدوث أي نزاع مستقبلي.
- المرونة: يتمتع الأطراف بالحرية في اختيار الحلول الأنسب لهم، وهي ميزة رئيسية للوساطة مقارنة بالإجراءات القضائية.
أهمية الوساطة التجارية في السعودية
الوساطة التجارية أصبحت واحدة من الأدوات الأساسية لحل المنازعات التجارية في السعودية حيث لا يمكن إصدار رخصة نشاط تجاري في حال وجود أي خلاف بخصوص المؤسسة أو الأفراد، حيث توفر وسيلة مرنة وسريعة لحل النزاعات بين الأطراف التجارية بشكل يرضي جميع الأطراف دون الحاجة للجوء إلى القضاء.
- تسريع حل النزاعات التجارية:
تتميز الوساطة التجارية في السعودية بالقدرة على تسريع حل المنازعات. مقارنة بالإجراءات القضائية التقليدية التي قد تستغرق سنوات، فإن الوساطة تتيح للأطراف الوصول إلى تسوية في وقت أقل بكثير. من خلال استخدام مراكز التحكيم والوساطة مثل مركز التحكيم التجاري السعودي (SCCA)، يمكن للمتنازعين تسوية خلافاتهم بشكل سريع وفعال.
- خفض التكاليف:
تعتبر الوساطة التجارية وسيلة أكثر توفيراً للتكاليف مقارنة بالتحكيم أو اللجوء إلى القضاء التقليدي. فبدلاً من تحمل التكاليف المرتفعة المرتبطة بالاستشارات القانونية والمحاكم، يمكن للأطراف توجيه مواردهم نحو حلول أكثر فعالية اقتصادياً من خلال الوساطة.
- الحفاظ على العلاقات التجارية:
الوساطة التجارية تُعد من الطرق المثالية للحفاظ على العلاقات التجارية بين الأطراف، حيث إنها تركز على الحلول التوافقية بدلاً من فرض القرارات القسرية. في العديد من الحالات، قد يؤدي النزاع القضائي إلى تفكيك العلاقة التجارية بين الأطراف. بينما الوساطة تسعى للحفاظ على التعاون المستمر بين الأطراف المتنازعة.
- تحسين بيئة الأعمال في السعودية:
إن الوساطة التجارية تساهم بشكل كبير في تحسين بيئة الأعمال في السعودية، حيث تمنح الشركات والمستثمرين وسيلة قانونية تسهم في استقرار العمليات التجارية وتحقيق جميع شروط الترخيص التجاري وذلك في حال كان النزاع يؤثر على الترخيص. من خلال تعزيز الثقة في النظام القانوني السعودي وإظهار قدرة المملكة على حل النزاعات بسرعة وكفاءة.
الأسئلة الشائعة حول الوساطة في المنازعات التجارية
ما هي أبرز فوائد الوساطة التجارية؟
الوساطة تساعد على حل النزاعات التجارية بسرعة وبتكلفة منخفضة مقارنة بالقضاء أو التحكيم. كما تتيح مرونة في التفاوض وسرية في الإجراءات، مما يسهم في الحفاظ على العلاقات التجارية بين الأطراف. تُعد مناسبة للمشروعات المستمرة أو العلاقات التعاقدية الطويلة التي تتطلب حلولاً توافقية دون قطيعة قانونية.
كيف يمكنني توثيق اتفاق الوساطة في السعودية؟
يمكن توثيق اتفاق الوساطة من خلال منصة “ناجز” الإلكترونية التابعة لوزارة العدل. يُقدم طلب التوثيق مرفقاً بنص الاتفاق، ويُسجل رسمياً بعد التحقق من توافر الإرادة بين الطرفين وعدم مخالفة الاتفاق للأنظمة. بعد التوثيق، يصبح الاتفاق سنداً تنفيذياً معتمداً يمكن الرجوع إليه في حال الإخلال.
ما الفرق بين الوساطة والتحكيم؟
الوساطة تعتمد على اتفاق الطرفين للوصول إلى حل، دون فرض قرار ملزم من الوسيط. أما التحكيم، فينتهي بحكم ملزم يصدره المحكَّم ويُنفذ مثل الأحكام القضائية. الوساطة أكثر مرونة وأقل تكلفة، بينما التحكيم يُناسب النزاعات المعقدة التي تتطلب حسماً قانونياً نهائياً.
هل تعتبر الوساطة إلزامية؟
الوساطة في المنازعات التجارية ليست إلزامية دائماً، لكنها تُعد خطوة تمهيدية في بعض القضايا التجارية وفق نظام المحاكم التجارية. وإذا وافق الطرفان على الدخول في وساطة وتوصلا لاتفاق، يمكن توثيقه إلكترونياً، ويصبح حينها ملزماً قانوناً. أما في حال الفشل، يمكن اللجوء للقضاء أو التحكيم.
ساقك الله خيراً لقراءتك مقالنا.
الوساطة في المنازعات التجارية في السعودية| 4 فوائد ومزايا
في ختام مقالنا نلاحظ أن الوساطة تبرز كأهم الأدوات الفعالة في حل النزاعات التجارية بشكل سلمي وبشكل سريع بعيداً عن المحاكم لمساهمة الوساطة في توفير الوقت والبيئة الأكثر توافقاً بين الأطراف المتنازعة.
المصادر الرسمية:
